التعريف بعلم الصرف

بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة الصرف الأولى / المرحلة الأولى / للعام 2012ـ2013
إعداد : د. شعلان عبد علي سلطان
يتألف كلامنا من مفردات رصفت على وفق قواعد اللغة العربية فأصبحت دالة على معنى . ولمعرفة دلالة الكلام العربي نحتاج إلى معرفة علوم اللغة العربية . فعلوم الصوت يعنى بدراسة الأصوات التي تتألف منها الكلمات . وعلم الصرف يعنى بدراسة بنية الكلمة المفردة . اما علم النحو فيدرس التركيب أي كيفية انتظام الكلمات المفردة لتكوين جملة . وكل علم من هذه العلوم يخدم العلم الآخر ويتداخل معه وهي جميعها تصب في مصب واحد هو فهم الكلام العربي . وموضوعنا هو علم الصرف .
الصرف لغة : الصرف في اللغة هو مصدر للفعل الثلاثي صَرَف وهو يدل على التغيير والتبديل والتحويل ومنه صروف الدهر أي حوادثه المتقلبة من حال إلى حال. وكذلك قوله تعالى ( وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض) أي تحويلها من جهة إلى أخرى ،وقوله ( انظر كيف نصرّف الآيات) أي نبينها في صور مختلفة للموعظة والتبصر . والتصريف مصدر الفعل الرباعي ( صرّف) الدال على الكثرة والمبالغة .
وفي الاصطلاح : هو علم يبحث عن أبنية الكلمة العربية وصيغتها وبيان حروفها من أصالة أو زيادة أو حذف أو صحة أو إعلال أو إبدال ... فهو يدل أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب ولا بناء .
وقد شاع عند المتأخرين استخدام كلمة التصريف إلى جانب الصرف واستعمالهما بمعنى واحد . وبعضهم فرق بينهما فقال الصرف يمثل الجانب العلمي ( النظري) فهو يدرس القوانين والقواعد الكلية لبناء الكلمات اما التصريف فيثمل الجانب العملي ( التطبيقي) فهو تحويل الأصل الواحد إلى كلمات متعددة ذات دلالات مختلفة لكن تشترك في بعض الوجوه في معنى الأصل كتحويل المصدر إلى صيغتي اسم الفاعل واسم المفعول .

موضوع علم الصرف :
يدرس الصرف الكلمة المفردة في نفسها لمعرفة التغيرات الطارئة عليها سواء أكان ذلك لداع لفظي أو معنوي ، فهو يدرس : الأسماء المعربة ، والأفعال المتصرفة . ولا يدرس الأسماء المبنية كأسماء الإشارة والضمائر والأسماء الموصولة ولا يدرس الحروف ولا الأفعال الجامدة كعسى وليس ونعم وبئس . ولا توجد كلمة يدرسها الصرف تتألف من أقل من ثلاث أحرف وما كان ظاهره كذلك لا بد من حرف محذوف حينئذ نحو : دع هناك واو محذوفة وقل ، أصله : قَوَل.

والتغيرات التي يدرسها الصرف نوعان :
1ـ تغيرات معنوية كتحويل بنية الكلمة إلى أبنية وصيغ مختلفة كتحويل المصدر إلى اسم فاعل و اسم مفعول وهذه التغيرات يرافقها تغير دلالي . فالمصدر عند تغيير بنيته إلى اسم فاعل لا تبق دلالته كما هي .
2ـ تغيرات لفظية وهي تتعلق بقوانين بناء الكلمة العربية وتآلف أصواتها ولا يرافقها تغير في المعنى نحو تحويل قَوَل إلى قال .
فائدة علم الصرف :
1ـ عصمة اللسان من الخطأ في نطق الكلمات العربية وكتابتها .
2ـ معرفة الحروف الأصلية من الزوائد .
الفرق بين علم النحو والصرف:
1ـ الصرف يدرس الكلمة والنحو يدرس الجملة .
2ـ الصرف هو مقدمة لدراسة النحو إذ يحتاج النحوي إلى معرفة أحوال الكلمة المفردة قبل أن تعرف كيفية تركيبها .
التأليف في علم الصرف :
الملاحظ على مصنفات القدماء أنها تدرج علم الصرف مع مباحث علم النحو وكانوا يعرفون النحو على أن علم يبحث عن أحوال الكلام العربي إفرادا وتركيباً . فكانت مباحث علم الصرف جزءاً من مباحث علم النحو منذ كتاب سيبويه الذي يمثل أول مصنف وصل إلينا في النحو العربي .
ولعل أبا عثمان المازني ت 237هـ هو أول من ألف كتابا مقصورا على المباحث الصرفية وهو ( التصريف) ،ولا بن جني كتابان أُفردا لهذا العلم هما : المنصف في شرح التصريف ،والتصريف الملوكي . وفي القرن الرابع الهجري كان هناك (دقائق التصريف) للقاسم بن محمد بن سعيد المؤدب وقد عرف هذا الكتاب بمصطلحاته الغريبة التي لم نقف عليها عند غيره . ثم توالت المصنفات النحوية التي تدرج فيها مباحث علم الصرف ، أو المصنفات التي خصصت لهذا العلم .





يوسف امير