أُطلقَ تعبيرُ عصْرَ النَهْضة على الفَترةِ الممتدّةِ من بدايةِ القَرْن التاسعِ عَشر تقريباً، وحتّى بدايات القَرْن العشرين. ويُشيرُ الاسمُ بصورةٍ مباشرةٍ وواضحةٍ إلى المعنى الإيجابي للنِتاج الثقافيّ والفِكريّ والأدبيّ في تلك الفترة، فقد ارتبطَ تحديدُ عَصرِ النَهْضة وتعريفه، بنهْضةِ اللغةِ العَرَبيّة وبالتَعليمِ قبل أي شيء، إذ تمّ عدُّ ظهور المدارسِ وإنشاءِ المطابعِ في البلادِ العَرَبيّة، كعلامةٍ فارقةٍ في التاريخِ العَرَبيّ، وكدليلٍ صالحٍ على التأريخِ لبدايةِ عَصْرِ النَهْضة.
ولم يكنْ عِلمُ العَروض وقتذاك، يشغلُ مرتبةً أقلّ من غيرها، من مراتب علومِ اللغةِ العَرَبيّةِ. بل على العكس من ذلك، تمّ الاهتمامُ به ضمن عمليةِ الاهتمامِ باللغةِ العَرَبيّة وبعلومِها كافّةً. وحظيَ باهتمامٍ واسعٍ من قِبَل رجالات النَهْضة على اختلافِ مشاربِهم وانتماءاتِهم. وهو ما تدلّنا إليه غزارةُ التأليفِ في العَروض، وبصورةٍ أدقّ في تأليفِ كُتبِه التعليميّة. ونعدّ من هؤلاء النَهضَويين: لويس شَيخو، ومُصطفى الغَلاييني، وكرينيليوس فان ديك، وجُبران ميخائيل فوتيّه، والشيخ طاهِر الجَزائري، وخَليل إدّه اليسوعي، وغيرهم مم...